-
-
Lecture1.1
-
Lecture1.2
-
مقدمة في البورصات وانواعها
تخيل أنك فكرت في بدأ مشروع جديد برأس مال 100 ألف دولار ولكن لم يكن لديك رأس المال الكافي لبدأ هذا المشروع، فإنك في تلك الحالة سوف تذهب لتبحث عن شخص إما لكي يشاركك في هذا المشروع ويكون له جزأ من الشركة أو يقرضك رأس المال المطلوب على أن تقوم بسد قيمة هذا القرض في تاريخ محدد مع دفع الفوائد المتفق عليها بشكل دوري.
ولكن ماذا إذا كان رأس المال المطلوب لبدأ المشروع 100 مليون دولار؟
فمن المؤكد أنك لن تستطيع تحصيل هذا المبلغ الضخم من شخص واحد. وهنا قد تضطر لكي لطلب المساعدة من أكثر من شخص، ربما ألاف الأشخاص!
وهنا يأتي السؤال، كيف يمكنك الوصول والتواصل مع كل هؤلاء؟
ومن هنا جاءت فكرة البورصة؟
فهي مكان أو سوق لتسهيل عملية التواصل والمتاجرة بين أصحاب المشروعات والألاف من أصحاب رؤوس الأموال الراغبين في استثمارها في مقابل تحقيق الربح. ولكن البورصة أو السوق المسئولة عن مساعدة الشركات في تمويل مشروعاتهم و تجميع رأس المال هي فقط أحد أنواع البورصات وأشهرها وهي “بورصة الأسهم والسندات”أو “بورصة رأس المال”
إذا فما هي الأنواع الأخرى من البورصات؟
في الاجتماع السنوي لأحد شركات الطيران الكبرى سأل رئيس الشركة عن نتائج أعمال العام المنصرم ، جاءت الأخبار السعيدة بزيادة مبيعات الشركة عن العام الماضي وحين سأل عن أرباح الشركة فوجئ بأن الشركة حققت خسائر كبيرة هذا العام!! وعندما سأل كيف يمكن للشركة أن تحقق خسائر في حين أن المبيعات ارتفعت بشكل كبير جاءه الرد بأن السبب في ذلك هو ارتفاع أسعار البترول في العالم بسبب التوترات في الشرق الأوسط. فهم حين قاموا بتسعير تذكرة الطيران كان ذلك على أساس أن سعر برميل البترول 50$ ولكنه أرتفع إلى 100$ والعملاء كانوا قد دفعوا السعر بالفعل ولم يستطيعوا رفع سعر التذكرة وكان هذا سبب الخسارة.
وحين سئل رئيس الشركة عن حل لتلك المشكلة حتى لا تتكرر مرة أخرى جاءه الرد أنه من الممكن ان يبيعوا المخاطرة لأحد الخبراء الاقتصاديين الذين يمكنهم توقع صعود وهبوط سعر البترول بأن يتفقوا معه على أن يسلمهم عدد معين من براميل البترول بسعر ال50$ في تاريخ معين ولو ارتفع سعر البترول عن ال50$ المتفق عليها يتحمل هذا الخبير الفرق ولو انخفض سعر البترول عن هذا السعر سوف يأخذ هذا الخبير الفرق كربح له وهذا مايعرف بعقود المستقبليات وهو أحد أنواع المشتقات المالية.
وماحدث مع شركة الطيران قد يحدث مع المزارع البسيط الذي فوجئ بانهيار سعر القطن بعد موسم شاق من الزرع والحصاد حيث وجد أن سعر السوق سوف يكون أقل من تكلفة زراعة القطن التي تكبدها ولذلك فقد يلجأ المزارع إلى التعامل في عقود المستقبليات حتي يتجنب تلك المخاطر
تقلبات أسعار البترول والعملات والبن والذهب وغيرها من السلع قد تؤدي إلى خسائر فادحة للشركات التي تعتمد على تلك السلع في تجارتها ومن هنا كان هناك حاجة ملحة لوجود آلية معينة تساعد الشركات على التغلب على تلك المخاطر ولذلك وجدت بورصة المشتقات المالية.
المشتقات المالية لها أنواع كثيرة ومعقدة ولكن ما يهمنا في هذا الجزء هو معرفة أن الهدف من هذا السوق هو مساعدة الشركات والأشخاص على تغطية والتغلب على مخاطر تقلب الأسعار للسلع المهمة بالنسبة أليهم.
هناك أيضاً نوع أخر رئيسي للبورصات وهي بورصة (سوق ) العملات:
بورصة العملات Forex أو “فوركس” كما هو واضح من اسمها هي سوق تبادل العملات المختلفة. تكمن أهمية هذا السوق في أنه يساعد على توفير السيولة المالية من العملات الأجنبية لتوفير التجارة الدولية. فلكي تقوم الكويت باستيراد منتجات من الولايات المتحدة الأمريكية فلابد لها من توفير الدولار الأمريكي وهنا ستذهب إلى سوق العملات لكي تستبدل الدينار الكويتي بالدولار الأمريكي.
ربما تكون بورصة الأسهم هي الأشهر في العالم ولكن بورصة العملات هي الأكبر عالمياً.
فكما هو واضح فإن البورصات بأنواعها المختلفة ليست مكان للمقامرة أو المراهنة ولا الهدف الرئيسي منها تحقيق الأرباح أو الخسائر الطائلة ولكن ما هي إلا أسواق مثل أي نوع أخر من الأسواق هدفها تسهيل عملية البيع والشراء لمنتجات مهمة جداً للأفراد والشركات والدول.